هيرو ولياندروس ومحاربة الظلام

قصة هيرو ولياندروس Hero and Leandros أسطورة إغريقية بتحكي عن الفتاة الحسناء هيرو اللي كانت واحدة من أتباع أفروديت Aphrodite ربّة الجمال. وفي يوم وأثناء الاحتفال بعيد من أعياد أفروديت، هيرو بتقابل شاب اسمه لياندروس وبيقعوا في غرام بعض، بس للأسف بتواجههم مشكلة..


المشكلة أن هيرو كانت عايشة في برج في الجانب الأوروبي من مضيق الدردنيل ولياندروس عايش في الجانب الآسيوي، يعني علشان يقابلوا بعض لازم حد فيهم يعدي البحر. واللي زاد الأمور تعقيدًا كمان أن أهل هيرو عمرهم ما كانوا هيوافقوا على علاقتها بشاب من مدينة غريبة، فده خلى لقاء الحبيبين أصعب. وبما أن الحب مايعرفش المستحيل (طبعًا كلنا عارفين أنه يعرف عادي بس ما علينا)، لياندروس بيتفق مع هيرو على خطة:


هيرو كل يوم بليل هتولع شعلة من نار على قمة البرج بتاعها، الشعلة دي هتبقى زي المنارة اللي هترشد لياندروس لبرج حبيبته وهو بيعبر المضيق عوم!


وفعلاً الخطة بتنجح وهيرو بتولع الشعلة بليل ولياندروس بيعوم المضيق لبرج حبيبته وبيقضوا الليل كله مع بعض وأول ما النهار يطلع بيرجع مدينته تاني عوم. استمر الوضع بالشكل ده لأسابيع لحد ما أقبل الشتاء وأصبح عوم لياندروس في المضيق بليل فيه خطورة على حياته بسبب الأمواج والظلام الحالك. ومع كل الأسى والألم الحبيبين بيتفقوا مايقابلوش بعض في فصل الشتاء لحد ما الرياح والأمواج تهدأ.


ولكن في ليلة حالكة من ليالي الشتاء هيرو بتشعر بحزن شديد وبتتمنى لو لياندروس كان معاها علشان يهون عليها.. وعلى الرغم من اتفاقهم، هيرو بتطلع لقمة البرج بتاعها وبتولع شعلة النار. ويا سبحان الله لياندروس بيشوف الشعلة (كان قاعد يشوي درة على الشط تقريبًا) وراح قام فط نط في المياه خصوصًا أنه افتكر أن نقض هيرو لاتفاقهم سببه خطير وأنها ممكن تكون واقعة في مشكلة.


المهم لياندروس بيحارب الأمواج العاتية وسبيله الوحيد للنجاة أنه مايشيلش عينه من على شعلة هيرو.. بس بما أن الرياح كانت قوية جدًا ليلتها شعلة هيرو اتطفت!


هيرو أول ما شافت النار اتطفت جريت زي المجنونة علشان تولع شعلة تانية بس للأسف الرياح مكانتش مدياها فرصة، وبعد محاولات عديدة بتنجح أخيرًا. أول حاجة عملتها أنها بصت في كل حتة بحثًا عن لياندروس ومالقتهوش.. ولما مدت رأسها من البرج وبصت تحته شافت جثة حبيبها ممدة على الشط. هيرو أول ما بتشوف الجثة وبعد ثواني من عدم استيعابها للمشهد، بتطلع على حافة البرج وبترمي نفسها لينتهي بها الحال جثة هامدة بجانب جثة لياندروس.


قصة مأساوية جميلة كعادة كل الأساطير الإغريقية، بس القصة دي تحديدًا المُلفت فيها أن مفيهاش تدخل من الآلهة.. مفيش ربّة بتغير من هيرو فبتحولها لفجلة ولا إله عايز ينتقم من لياندروس فيبعت أتباعه يقطعوه حتت ويعملوه بُفتيك، نهاية هيرو ولياندروس المأساوية اتسببوا بيها بنفسهم.


تهور لياندروس خطأ كبير لكن لا يُلام عليه خصوصًا أنه تصور أن هيرو في خطر. المشكلة في هيرو، اللي برضه لا تُلام على احتياجها للياندروس، ولكن تُلام على تعريض حياته للخطر علشان تلبي الاحتياج ده. مش عيب ولا حرام نحتاج حد معين في حياتنا لما نمر بالظلام الحالك (الظلام والرياح والأمواج في القصة انعكاس لمشاعر هيرو) وده جزء مهم من أي علاقة صداقة أو حب، لكن المفروض نفهم أن فيه أوقات لازم نواجه الظلام ده لوحدنا لأن ببساطة محدش هيعرف يشق طريقه في ظُلمتنا غيرنا. وده مش معناه أن الناس اللي بنحبهم وبيحبونا وحشين أو مابيحاولوش كفاية، بالعكس، لياندروس نط في المياه بدون تفكير علشان يبقى مع هيرو، ولكن دي طبيعة النفس البشرية للأسف.. لكل ظُلمته وأمواجه المتفردة.


ممكن تحاول تاخد شخص معاك في الظُلمة دي علشان يهون عليك وتولع له شعلة علشان يشوف، بس خليك مدرك أن الشعلة دي هتبقى هشة وواهية ولو فقدتها هتفقد الشخص معاها.. فالأسلم أنك تقضي لياليك الحالكة وحيدًا وتسمح للياندروس بالوصول إليك فقط عندما تهدأ أمواجك.


3 آراء حول “هيرو ولياندروس ومحاربة الظلام

  1. متابعاكي من فترة وكل قصصك بجد تحفه والسرد تحفه، ممكن استأذنك اسجلها بصوتي؟ هتبقا حاجه فاني بيني وبين اصحابي مش اكتر بس لو مش حابة خلاص❤️

    إعجاب

اترك رد