صندوق لابانشي

فيه قصة لطيفة من الفولكلور الأفريقي بتحكي عن ملك كان عنده خاتم مؤمن أنه سر مُلكه وقوته وأن محدش يقدر يمسه بأذى طول ما هو لابس الخاتم ده..

الملك مكانش بيقلع الخاتم خالص، كان بينام ويصحى ويأكل ويستحمى وهو لابسه. الوقت الوحيد اللي كان بيقلع الخاتم فيه لما كان بينزل في النهر المقدس (لأنه كان لازم ينزل فيه سلبوتة بدون أي ملابس أو حلي أو متعلقات شخصية).

وفي مرة من المرات لما جيه وقت استحمام الملك في النهر المقدس، اللي كان بيعتبر نوع من العبادة، الملك طلب من حراسه الابتعاد وخلع كل ملابسه وقلع الخاتم وخباه تحت طوبة ونزل النهر. الملك لما طلع وجري على الطوبة علشان يلبس الخاتم بتاعه تاني، لقى إيه؟ ملقاش حاجة طبعًا والخاتم كان أختفى!

الملك اتجنن وطلب من حراسه يدوروا على السارق ويعدموه فورًا بس للأسف محدش كان عارف مين اللي سرق الخاتم أصلاً. الملك لما فاض بيه الأمر وضاقت بيه السبل أمر بإحضار كبير السحرة وطلب منه معرفة هوية السارق. كبير السحرة قال للملك “دي حاجة بسيطة خالص، أنا تقريبًا عرفت مين اللي سرق الخاتم. كل اللي عايز سموك تعمله دلوقتي أنك تطلب من حطابين القصر يصنعوا عصيان متساوية الطول بعدد أفراد المملكة”.. الملك استغرب وقال له “إيه العبط ده! ليه؟” كبير السحرة قال له “أسمع مني بس. بعد ما العصيان تخلص هتجمع كل أفراد المملكة في ساحة القصر وسيب الباقي عليا وعلى سحري.” الملك وافق على مضض وهو مش فاهم حاجة.

بالفعل، اليوم اللي بعده حراس الملك جمعوا في الساحة كل أفراد المملكة بما فيهم زوجة الملك وأولاده، وكبير السحرة قعد يقول تعاويذ ويتشقلب ويتنطط وفي الأخر أدى لكل واحد عصاية وقال لهم إن دي عصيان مسحورة لازم يحتفظوا بيها لليوم التالي وإلا اللعنة هتصيب بيوتهم.

الناس روحت بالعصيان وهي بتضرب كف على كف!

بناءً على تعليمات كبير السحرة، الملك راح قال لزوجته: “أقول لك على سر بس توعديني ماتقوليهوش لحد؟” الزوجة وعدته طبعًا. الملك قال لها إن العصيان دي كبير السحرة سحرها فعلاً بحيث أن اللي سرق الخاتم عصايته هتطول بمقدار 3 أصابع على بكرا الصبح. وبما أن زوجة الملك ست لتاتة – وهو عارف – راحت قالت لصاحبتها المخلصة وقالت لها ماتقولش لحد. صاحبتها راحت قالت لمامتها ومامتها لأختها وأختها لزوجها وزوجها لخادمه.. وفي غضون ساعات “السر” اتعرف بين أهل المملكة كلهم.

اليوم التالي أجتمع الناس في ساحة القصر للمرة التانية والملك طلب من كل واحد يخرج عصايته علشان تتقاس. وفعلاً واحد من حراس الملك قعد يقيس كل العصيان لحد ما لقى واحد عصايته أقصر بمقدار ثلاثة أصابع بالظبط. كبير السحرة أشار إليه وصرخ: “هو ده سارق خاتم الملك!” الرجل أعترف من أول قلم على قفاه وطلع الخاتم فعلاً وأترمى في السجن. الملك بعد ما استعاد الخاتم بتاعه جاب كبير السحرة يشكره على قواه السحرية وقدراته الخارقة، بس الساحر قال للملك:

“السحر اللي مارسته على السارق وخلاه يشيل من عصايته مقدار ثلاثة أصابع ويفضح نفسه بنفسه هو سحر الخوف اللي ألقيته في نفس السارق واللي كان أقوى من إيمانه بقدرة الخاتم على حمايته… الخوف هو أقوى سحر ممكن تمارسه على إنسان.”

ده الكتاب اللي قرأت فيه القصة، الكتاب جميل جدًا وفيه 32 قصة فولكلورية من مناطق مختلفة في أفريقيا جمعهم نيلسون مانديلا بنفسه.