العملاق الذي لا يملك قلبًا في جسده

النهاردة هنتكلم عن قصة جميلة جدًا – ومؤلمة جدًا برضه – من التراث النوردي وهي قصة “العملاق الذي لا يملك قلبًا في جسده” Risen som ikke hadde noe hjerte på seg اللي قدمها الكاتبان النرويجيان بيتر كريستين أسبيورنسن Peter Christen Asbjørnsen ويورجن مو Jørgen Moe في مجموعتهم القصصية الشهيرة “القصص الفولكلورية النرويجية” Norske Folkeeventyr.

في ممكلة بعيدة بعيدة كان فيه ملك عايش مع أولاده السبعة. الملك روحه كانت في أولاده ومكانش بيستحمل يبعدوا عنه أبدًا، ولكن لما الأولاد كبروا طلبوا من أبوهم الملك أنه يسيبهم يخرجوا من المملكة علشان يدوروا على زوجة لكل واحد فيهم في الممالك المجاورة ويرجعوا تاني. الملك رفض في الأول ولكن بعد شوية وافق لما أقتنع أن الأولاد برضه من حقهم يخرجوا يشوفوا الدنيا ويتجوزوا ويكونوا أسر. شرط الملك الوحيد هو أن ستة بس منهم اللي يطلعوا في المهمة دي ويسيبوا أصغرهم معاه لأنه مش هيطيق فراقهم كلهم مرة واحدة، وأخد من أولاده وعد أنهم يعملوا حساب أخوهم في العرائس اللي هيجيبوهم، فيرجعوا بسبع زوجات مش ستة بس (الراجل محسسني أنهم رايحين أبو طارق يجيبوا أوردر مش يتجوزوا!).

الأولاد خرجوا من المملكة فعلاً ومر شهر ورا التاني ورا التالت ومفيش حس ولا خبر عنهم. في الفترة دي المملكة كلها كانت عايشة في غم والأب حالته اتدهورت من القلق على أولاده وأهمل مهامه الملكية لدرجة أن الأمير الأصغر ماقدرش يشوف أبوه بالمنظر ده ويسكت عن غياب أخوته كده. فراح في يوم وطلب من الملك أنه يسيبه يروح يدور على أخوته، طبعًا الملك رفض بشدة في الأول علشان مايخسرش أخر وأصغر ابن له، ولكن الأمير أصر وحاول إقناعه بشتى الطرق وقال له “يعني عاجبك قعدتنا دي كده يا عم الحاج؟ لا عارفين إيه اللي حصل لهم ولا بنحاول نعرف حتى؟”.. وأخيرًا الملك وافق، ولكن الأمير واجهته مشكلة تانية وهي أن أخواته أخدوا كل الأحصنة القوية في المملكة وسابوا حصان واحد عجوز هزيل، ده غير أن المملكة مكانش فيها أكل ومؤن كفاية علشان الأمير ياخدهم معاه في رحلته الطويلة (مش عارفة إيه المملكة الفقرانة دي!).

المهم الأمير أخد الحصان الهزيل وبواقي الأكل وانطلق في رحلته للبحث عن أخوته المفقودين.

في الطريق الأمير قابل غراب غلبان مش قادر يطير من ضعفه، الغراب طلب من الأمير أكل.. الأمير اتردد شوية في الأول لأن الأكل اللي معاه مش كتير ويدوب يكفيه بس قرر يديه للغراب الضعفان ده ويسلم أمره لله. وبالفعل الغراب نزل على الأكل هم النم خلصه كله لحد ما استرد قوته وقدر يطير وقال للأمير إنه مستعد يساعده لو احتاجه في أي وقت. الأمير قال في باله “وأنا هحتاج غراب في إيه والنبي، اتكل على الله يا عم طريقك أخضر”.. بعدها بكام ساعة الأمير قابل منظر غريب تاني، لقى سمكة مرمية في نص الطريق بتحاول تتنفس ومش عارفة. أول ما السمكة شافت الأمير اترجته مايكلهاش وطلبت منه يرميها في النهر بسرعة قبل ما تموت. الأمير، اللي في الوقت ده كان جعان ومعهوش أكل، قعد يفكر ويتخيل السمكة وهي معمولة صينية سنجاري بس في الأخر صعبت عليه وأخدها ورماها في النهر. السمكة وهي بتعوم مبتعدة قالت للأمير إنها مستعدة تساعده لو احتاجها في أي وقت. الأمير قال في باله “وأنا هحتاج سمكة في إيه والنبي، اتكلي على الله”.. بعدها بكام يوم الأمير كانت صحته في النازل والحصان العجوز مش قادر يمشي، فالأمير قعد على الأرض يندب حظه مش عارف يعمل إيه. وفجأة لقى ذئب واقف قدامه! طبعًا الأمير أترعب وتوقع أن دي نهاية حياته خلاص، ولكن – ويا للعجب – الذئب طلب منه بكل أدب واحترام أنه يأكل حصانه الهزيل. الأمير أتردد شوية وقال للذئب “بس كده أنا مش هعرف ألاقي حاجة أركبها ومش هعرف أروح أنقذ أخواتي”.. الذئب ابتسم وقال له “ماتشيلش، أنا هتصرف”. وبالفعل الذئب نزل على الحصان الغلبان هم النم لحد ما أكله كله والذئب استرد قوته، وساعتها طلب من الأمير أنه يركب على ضهره وأنه هيوديه أي مكان هو عايزه.

الأمير حكى للذئب عن قصته والغرض من رحلته، وأندهش لما الذئب قال له إنه عارف أخوته المفقودين ممكن يكونوا فين. الذئب قال له إن فيه عملاق عايش قريب، العملاق ده زمان أنتزع قلبه من جسده وخفاه في حتة محدش يعرف يوصل لها ومن ساعتها وبقى معروف أنه قاسي بلا قلب ومحدش بيقدر يقرب له، ده غير أنه بيمارس السحر وبيقدر يحول أي حد يهوب من بيته لتمثال من الصخر. الأمير قلق وسأل الذئب “وده أنا هعمل معاه إيه ده!”.. فالذئب رد عليه “العملاق عنده أسيرة في بيته، أميرة خطفها من وقت مش بعيد، ومخليها لإشباع رغباته الشخصية. أنا هوديك عند البيت ودورك تدخل البيت والعملاق مش موجود وتحاول تقنع الأميرة تساعدك”..

الأمير لما راح عند بيت العملاق الذي لا يملك قلبًا في جسده بالفعل شاف تماثيل أخوته الستة وزوجاتهم الستة (نسيوا يجيبوا له عروسة معاهم المعفنين)، ولما دخل البيت شاف الأميرة وطبعًا كانت جميلة ووقعوا في حب بعض من أول نظرة والكلام ده. المهم يعني، الأميرة وافقت تساعده وطلبت منه يستخبى تحت السرير. العملاق رجع والأميرة قعدت تدلع عليه وتحاول تجرجره في الكلام علشان تعرف منه مخبي قلبه فين. العملاق قال لها إنه مخبيه تحت عتبة الباب، وفي اليوم التاني ولما العملاق خرج من البيت الأميرة طلعت الأمير من تحت السرير وقعدوا يحفروا تحت عتبة الباب لكن للأسف مالقوش حاجة وعرفوا أن العملاق كان بيخدعهم. المهم العملاق رجع لقى ورد محطوط على عتبة البيت فسأل الأميرة عنه قالت له إنها حطت ورد على المكان اللي قلبه مدفون فيه علشان تبين له قد إيه هي بتحبه. العملاق قعد يضحك وقال لها “أنتي عبيطة؟ ورد إيه وبتاع إيه! ثانيًا قلبي مش هناك أصلاً، قلبي موجود في الدولاب اللي قدامك ده”. اليوم اللي بعده الأميرة طلعت الأمير من تحت السرير وفتحوا الدولاب وجابوا مصارينه وبرضه مالقوش حاجة وعرفوا أن العملاق خدعهم للمرة التانية. العملاق لما رجع البيت لقى الأميرة مغطية الدولاب كله بورد فقال لها “أنتي تاني! طيب أنا هقول لك مخبي قلبي فين علشان بس تبطلي العبط اللي أنتي بتعمليه ده. قلبي يا ستي أنا خبيته في جزيرة بعيدة، الجزيرة دي فيها كنيسة، الكنيسة فيها بير، البير فيه بطة، والبطة فيها بيضة.. قلبي بقى جوا البيضة دي”..

وطبعًا بما أن اللي العملاق قاله ده منطقي جدًا جدًا، الأمير تاني يوم ودع الأميرة ونده على الذئب بتاع وأنطلق ناحية الجزيرة البعيدة. الأمير لما وصل للكنيسة لقاها مقفولة والمفتاح متعلق في قمة برج طويل. الأمير كان محتاس مش عارف يعمل إيه لحد ما افتكر الغراب اللي ساعده في أول رحلته فنادى عليه والغراب جاله بالفعل وطار وجاب له المفتاح من قمة البرج. الأمير فتح الكنيسة ودخل وشاف البير والبطة اللي بتعوم جواه. الأمير مسك البطة وتقريبًا رجّها أو خضها مش متأكدة، المهم البيضة نزلت منها.. بلوب. للأسف البيضة وقعت في البير والأمير كان هيفقد الأمل تاني لحد ما افتكر السمكة، فنادى عليها وجات وجابت له البيضة من قاع البير.

الأمير رجع بيت العملاق ووقف قدامه وجهًا لوجه والبيضة في إيده وطلب منه يفك أسر أخوته وزوجاتهم ويرجعهم صورتهم الطبيعية وإلا هيكسر البيضة. العملاق أترعب أول ما شاف البيضة في يد الأمير وقال له إنه مستعد يعمل أي حاجة يطلبها بس يرجع له قلبه سليم. الأمير وعده بكده فعلاً.

العملاق فك أسر الأميرة ورجع بقية الأمراء وزوجاتهم لصورتهم الطبيعية وتوعد بعدم إيذاء أي حد بعد كده بس الأمير يرجع له قلبه. الأمير ابتسم ابتسامة خبيثة وقال له “طبعًا!”.. وحطم البيضة في قبضته.

العملاق صرخ صرخة مدوية من الألم صداها وصل كل الممالك المجاورة، ووقع ميت.

الأمير أخد الأميرة وأخوته وزوجاتهم ورجعوا مملكتهم وتوتة توتة خلصت الحدوتة.

نبدأ بالأمير..

في النهاية أكيد الناس هتنقسم ما بين موافقتهم أو رفضهم للي عمله الأمير مع العملاق.. فيه اللي هيشوف أن تحطيم قلب العملاق كان ضرورة علشان مجرد وجوده وهو من غير قلب كده شر، وفيه اللي هيشوفه قسوة علشان العملاق أظهر ضعفه في النهاية ووعد الأمير بأنه مش هيتسبب في أذى تاني. بس علشان نفهم ليه الأمير عمل كده محتاجين نرجع بالقصة شوية..

القصة دي من القصص القليلة اللي عدت عليا اللي واجهت صعوبة في تحديد مصدر الشر أو الأذى فيها. حد ممكن يقول العملاق طبعًا هو الشرير، بس هنرجع للعملاق كمان شوية وهنعرف ليه مش هو الشرير. طيب نبدأ من الأول ونحاول نفهم إيه الدافع اللي خلى الأمير يقوم برحلته دي ويقابل العملاق وأخيرًا يموته. هل فعلاً قام بالرحلة حبًا في أخوته وخوفًا عليهم ولا ممكن يكون فيه أسباب أخرى؟ حب الملك لأولاده طبيعي بس المشكلة بدأت لما غابوا عنه كام شهر فأهمل في نفسه ومملكته بدل ما يروح يدور عليهم ولا يبعت جنوده حتى. طبيعي جدًا أن الابن الأصغر يحس بالمسئولية تجاه ألم أبوه مع أنه ملهوش ذنب فيه، ويحس أنه مش قادر يكون السبب في سعادته. بتحصل كتير أن الآباء والأمهات بيقعوا في الفخ ده لما حد من أطفالهم بيسبب لهم الحزن والتعاسة، الطفل التاني بيشعر تلقائيًا أن مسئولية إرضاء الأب أو الأم بتقع عليه بشكل كامل. ولو الأب والأم ماخدوش بالهم غالبًا الطفل ده بيفضل شايل الإحساس الوهمي بالمسئولية طول عمره وبيتصرف على أساسه، والعلاقة بتتقلب والطفل بيحس أن هو اللي بيقوم بدور الأب\الأم مش العكس. ومن هنا ممكن نفهم ليه الأمير شاف أن تدهور أحوال أبوه والمملكة ككل مسئولية تقع على عاتقه بشكل ما وقام بالرحلة دي لوحده.

طبعًا رحلة الأمير وجنينة الحيوانات اللي بيقابلها في طريقه دي رحلة رمزية عن النضج في أبسط صوره.. كل حيوان بيقابله الأمير بيضطر يتخلى عن حاجة كان شايلها معاه من مملكته (طفولته) علشان يقدر يكسبه لصفه، آه بيخسر أكله القليل وحصانه الهزيل بس في النهاية بيكسب غراب وسمكة وذئب، كلهم أوجه مختلفة لتطور شخصيته وكلهم بيساعدوه يوصل لهدفه.

القصة اتعملها معالجات كتير وشوفت واحدة منهم مؤخرًا عجبتني جدًا. في حلقة من حلقات مسلسل The Storyteller اللي أنتجه جيم هينسون (الراجل الجميل اللي عمل The Muppet Show) بنشوف نفس القصة ولكن بشكل مختلف شوية. القصة بتبتدي بأن الملك بيأسر العملاق اللي معندهوش قلب وبعد سنين طويلة أصغر أولاده بيعرف مكان السجن وبيتصاحب على العملاق، والعملاق بيقنعه يسرق مفتاح السجن ويحرره. أول ما العملاق أتحرر من سجنه بدأ يقتل ويمارس العنف ولما أخوة الأمير الصغير راحوا وراه علشان يحاولوا يوقفوه مارجعوش تاني. بسبب إحساسه الشنيع بالذنب الأمير أخد حصانه وطلع في نفس الرحلة اللي أشرنا لها مسبقًا وبرضه قابل الغراب والسمكة والذئب، الفرق بس أن مكانش فيه أميرة في بيت العملاق والأمير هو اللي فضل يشتغل عند العملاق كخادم لحد ما عرف منه مكان قلبه. في نهاية القصة لما العملاق بيوعد الأمير أنه مش هيؤذي حد تاني بس يرجع له قلبه، الأمير بيوافق بس للأسف واحد من أخوته بيخطف البيضة من إيده وبيكسرها والعملاق بيموت.

بجانب أن نهاية المعالجة دي بترفع عن الأمير ذنب قتل العملاق في الأخر بس بتأصل الذنب كدافع لملاحقة العملاق من البداية.. يعني هو آه ملهوش ذنب في قتل العملاق بس هو السبب في اختفاء أخوته وقتل ناس تانية أبرياء لأنه حرر العملاق الحبيس. ومن هنا نلاحظ المفارقة الواضحة بين تصرف الأمير في القصة الأصلية ومعالجة هينسون: الأمير في القصة مكانش مسئول عن شر العملاق لا من قريب ولا من بعيد وبالرغم من كده شاف أن من حقه يقتل العملاق علشان يسعد أبوه، في حين أن الأمير في المعالجة مسئول عن شر العملاق (مش عن قصد طبعًا بس بسبب سذاجته) لكنه ماقدرش يقتل العملاق وشاف أن مايقدرش يسلبه حقه في الحياة وفي فرصة تانية. وده يخلينا نفكر هل الشعور بالذنب بيلين الروح؟ هل بيخليها أكثر تعاطفًا وأكثر قدرة على التسامح؟ الأمير في القصة مكانش شايف قدامه غير تحقيق السعادة للملك وأن العملاق مجرد عقبة، لكن الأمير في المعالجة قدر يشوف العملاق بعين العطف كشخص ارتكب ذنب ومن حقه ياخد فرصة تانية للتصحيح من أخطائه.. زيه بالظبط.

نسيب الأمير على جنب دلوقتي ونروح للعملاق بقى..

فكرة أن شخص يقرر ينزع قلبه من جسده ويخبيه في حتة محدش يعرف يوصل لها أبدًا علشان يقي نفسه من المشاعر شيء محزن وقاسي، مش بس على الشخص نفسه ولكن على اللي حواليه كمان. العملاق آه بيحمي نفسه من المشاعر وألمها بس في نفس الوقت بينتهي بيه الأمر كمصدر أذى لكل اللي حواليه. وطول القصة مانقدرش نتجنب سؤال إيه نوع الألم اللي مر بيه العملاق علشان يوصل لمرحلة نزع قلبه من جسده وتحويل نفسه لكائن بغيض؟ الموضوع فكرني شوية بميدوسا Medusa – خصوصًا أن العملاق بيقدر يحول الناس لحجر زيها – وإزاي أن تعرض الشخص لصدمة كبيرة ممكن تخليه وحش كاسر، بقصد أو بدون قصد، بيؤذي اللي حواليه علشان يشعر بالأمان.

والمثير للاهتمام أن العملاق مخباش قلبه في حجر ولا صندوق حديد مثلاً.. لأ، خباه في بيضة صغيرة هشة! وده إن دل فهو يدل على هشاشة العملاق على الرغم من حجمه وسلوكه المنفر، ويفسر ليه أخفى قلبه ورا مليون سور علشان محدش يقدر يوصل له.. ويكسره.

فكرة أن حد يتخلص من مشاعره دي هتحدفنا على سؤال حير الفلاسفة والعلماء من قديم الزمان: هي إيه المشاعر دي أصلاً؟ هل هي حاجة هلامية مرتبطة بالروح؟ ولا مجرد مجموعة من العمليات الكميائية بتدور في جسمنا؟ وهل هي نتيجة ولا سبب في العمليات الكيميائية دي؟ ربط المشاعر بالجسد وجعلها نتيجة لتقلباته على قد ما هو أكثر منطقية وبيزيد من حقيقة وجودها بس بيحدد رؤيتنا لنفسنا لأن هيخلي مشاعرنا عبارة عن ردود فعل فسيولوجية مانقدرش نتحكم فيها.. يعني لما تحس بالحب تجاه حد ده مش قرار أنت أخدته ولا حاجة سحرية إلهية ربطت بين روحكم والكلام ده، دي شوية هرمونات في جسمك بتلعب بيك كورة. طيب فكرة أن مشاعرنا هي مجرد نتيجة لتفاعلات فسيولوجية خلت العلماء يتساءلوا، مجازًا، هل بقدرتنا على التحكم في الجسد\العقل هنقدر نتحكم في مشاعرنا بشكل كامل؟ قرأت من قريب في مقال لطيف عن طبيعة المشاعر عن سيدة أصيبت في دماغها والإصابة أدت لخلل خلاها ماتحسش بالخوف خالص وبقت تلعب مع التعابين وتحط نفسها في مواقف تهدد حياتها. حالة السيدة دي فكرتني بالعملاق في القصة.. إصابة السيدة شدت فيشة ما في دماغها خلتها ماتقدرش تختبر مشاعر الخوف زي ما العملاق شد فيشة المشاعر بانتزاعه لقلبه من جسده.

بس هل العملاق قدر يشد فيشة المشاعر بالكامل فعلاً؟ لو ده اللي حصل ليه “شعر” بالخوف لما الأمير مسك قلبه وهدده بكسره؟ والأهم بقى، ليه لان وقال للأميرة الأسيرة على مكان قلبه لما خدعته بإظهار الاهتمام مرة ورا التانية؟ كشف العملاق سره للأميرة فكرني بقصة شمشون ودليلة اللي حكيناها قبل كده وإزاي أن شمشون سلم نفسه لدليلة على الرغم من معرفته بنيتها لخيانته لأنه أحتاج يكشف ضعفه حتى وإن ترتب على ذلك نهايته. يمكن العملاق في القصة سعى لكشف سره\قلبه رغبًة منه في التخلص من عذابه.. من حِمله الثقيل.

قد يكون أخر ما أدركه العملاق هو أن الخواء في صدره جعل جسده أخف.. ولكن ترك روحه أثقل.

دمتم بقلوبكم في صدوركم.


اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s