التفاحة الذهبية، أو كما يُطلق عليها “تفاحة الفُرقة” The Apple of Discord، هي تفاحة تسببت في النزاع بين الآلهة في جبل الأوليمب واللي انتقل بدوره بين البشر على الأرض..

الأسطورة بتقول لنا إن أثناء احتفال الآلهة بزواج الملك بيليوس Peleus بالحورية ثيتس Thetis – الزواج اللي نتج عنه أخيل Achilles – وكل الحضور مبسوطين، فجأة طبت عليهم الربّة إريس Eris ربة النزاع والفُرقة (متخصصة في التكدير والنكد يعني) وقالت لهم “إزاي ماتعزمونيش على الفرح!”.. طبعًا كله قعد يمأمأ ويسأسأ.. أصل هيقولوا لها إيه؟ أنتي فقر وهتفرقي بين العروسين من قبل ما يتجوزوا؟ المهم إريس شالت في نفسها وقررت تنكد على الكل فعلاً وطلعت من جيبها تفاحة ذهبية خلابة مكتوب عليها “إلى الأجمل”. التفاحة وقعت على الترابيزة وثلاثة أشخاص تحديدًا عينهم ماتشالتش من عليها..
الثلاثة دول هم: هيرا Hera ربّة الزواج والأمومة وزوجة كبير الآلهة زيوس، أفروديت Aphrodite ربّة الجمال والحب، وأثينا Athena ربّة الحكمة والحرب. هيرا وأفروديت وأثينا قعدوا يتخانقوا على التفاحة الذهبية لحد ما زيوس قال لهم احنا نشوف حد محايد يختار ما بينكم. زيوس وقع اختياره على باريس Paris ابن ملك طروادة، أمير صغير عبيط من البشر ملهوش تحيزات. الثلاث ربّات ظهروا لباريس وقالوا له يختار الأجمل بينهم، وكل واحدة منهم أغرته بحاجة: هيرا وعدته بالسلطة الواسعة، أثينا بالقوة والمهارة، أما أفروديت فوعدته بالفوز بحب أجمل امرأة على وجه الأرض..
باريس أختار أفروديت، وبمرور السنوات أفروديت بالفعل أوفت بوعدها وخلت هيلين Helen، اللي كانت وقتها زوجة لمينلاوس Menelaus، تقع في غرام باريس أول ما تشوفه وتهرب معاه لطروادة. وبسبب هروبها ده قامت طبعًا حرب طروادة الشهيرة اللي كلنا عارفينها واللي استمرت عشر سنوات.
الملفت للنظر في الموضوع هو ارتباط التفاح بالمرأة في الوعي الجمعي للإنسان خاصة في سياق الإغواء.. يعني مثلاً عندنا حواء والتفاحة المُحرمة، وعندنا أتالانتا والتفاح الذهبي اللي كان السبب في خسارتها للسباق، حتى الربّات ماسلموش من إغواء التفاحة ووقعوا فريسة لها زي ما شوفنا.
