
بحب اللوحة دي جدًا علشان ألوانها والزاوية اللي مرسوم منها الملك ميداس (الراجل اللي كان بيلمس كل حاجة تتحول لدهب) فبتوحي بالحزن والعظمة في نفس الوقت. كفاية اللون القرمزي\الدموي بتاع وشاح الملك وزمه على شكل وردة (فاكرين لما اتكلمنا عن طبيعة الرغبة البشرية في الأسطورة؟).
أهم حاجة بقي إن فاكارو مصور ميداس بودان حمار. ودي لعنة تانية أتعرضلها المنحوس ميداس بعد موضوع اللمسة الذهبية ده..
باختصار، في يوم الآله بان Pan والآله أبولو Apollo قرروا يدخلوا مسابقة مين بيلعب موسيقى أحلى من التاني، وبما إن أبولو أمهر من بان فطبعًا فاز بالمسابقة.. لكن ميداس اللي كان موجود وقتها اعترض على النتيجة لأنه كان شايف إن بان موسيقاه أحلى. فأبولو أتغاظ منه وقاله إنت أكيد اللي عندك دول ودان حمار، وفعلاً حول ودانه لودان حمار. ميداس بقى مكسوف جدًا من شكله وقرر يلبس غطاء للرأس بقية عمره والوحيد اللي كان عارف سره هو الحلاق بتاعه.
الحلاق وعد ميداس إنه مايقولش لحد أبدًا بس جيه عليه وقت مكانش قادر يكتم السر أكتر من كده، فراح حافر حفرة في الأرض وقايل بعلو صوته جوا الحفرة “الملك ميداس عنده ودان حمار!” وراح ردم الحفرة ومشي. بعد كام أسبوع الدنيا مطرت والزرع طلع مكان الحفرة وبقت كل ما الرياح تهب الزرع يهمس لبعضه.. “الملك ميداس عنده ودان حمار.. الملك ميداس عنده ودان حمار” لحد ما البلد كلها عرفت سر الملك، واتفضح فضيحة بجلاجل. فيه مصادر بتقول إنه عاش في عزلة ومصادر تانية بتقول إنه موت نفسه.
الجميل في اللوحة دي إنها مصورة ميداس وهو فخور بودانه اللي شبه ودان الحمار. وعلى الرغم إن الموضوع قد يكون مادة للسخرية إلا إنها مش مقللة من هيبته ولا هيبة اللوحة.. وكأنه شايل أخطائه على كتفه بفخر ومتصالح مع قدره إللي كان ذنبه الوحيد فيه إنه قال رأيه بصراحة.