The Human Condition ده عنوان اسم لوحتين للفنان السريالي البلجيكي رينيه ماجريت Rene Magritte (صاحب لوحة “ابن الإنسان” الشهيرة، بتاعت الراجل أبو برنيطة اللي قدام وشه تفاحة خضرا) الأولى اترسمت سنة 1933 والتانية 1935…


الشيء المشترك بين اللوحتين هو أنهم بيصوروا منظر طبيعي متشاف من خلال شباك أو باب، يعني اللي شايف المنظر قاعد جوه مكان وجزء من المنظر ده محجوب بحامل لوحات عليه لوحة مطابقة لجزء من المنظر الطبيعي. على الرغم من إن للوهلة الأولى ممكن محدش ياخد باله من وجود اللوحة (داخل اللوحة) بما إنها بتكمل المنظر الطبيعي اللي هي حاجباه إلا إن التأثير الخادع ده مقصود من ماجريت علشان يوصلنا رسالة معينة…
ماجريت كان مهووس بفكرة الrepresentation أو إزاي الفنان أو أي شخص عادي بينقل نظرته عن العالم الخارجي. في اللوحتين مثلاً واضح إن مفيش تواصل بشكل مباشر مع المشهد الطبيعي لأنه متشاف من داخل مكان (جسم الإنسان) ومن خلال فتحة على العالم الخارجي (العين). ومش بس مفيش تواصل مباشر مع العالم الخارجي، ده كمان الصورة اللي بتوصلنا من خلال العين (الشباك\الباب) بتتغير وتترسم بشكل تاني وتتعرض في دماغنا على إنها هي نفسها المنظر الطبيعي وعلشان كده اللوحة المرسومة بتعوض اللي مفقود من المنظر الطبيعي وبتحجبه في نفس الوقت.
وكأن ماجريت بيقولنا إن الإنسان عمره ما هيقدر يشوف الواقع كما هو لإنه متأثر أولاً برؤيته المحدودة (محدودية العين المتمثلة في الشباك والباب) وثانيًا بالوعي والذاكرة اللي بيغيروا الواقع وبيعرضوه على إنه واقع.
ده غير إن الوعي أو الذاكرة بيقدمولنا الواقع بصورة رمزية (اللوحة) مهما كانت شكلها واقعي لإن الإنسان مبرمج على خلط الرمز بالواقع.. ودي تقريبًا تيمة موجودة في معظم لوحات ماجريت ومن أشهرها The Treachery of Images..

اللوحة بتصور بايب (غليون) عادي جدًا ومكتوب تحته “Ceci n’est pas une pipe” أو “ده مش بايب”.. طبيعي إن أي حد هيبص على اللوحة وهيشوف البايب هيقول في ذات نفسه “ده بايب أهو” وغالبًا هيربطه بالشكل الواقعي للبايب، يعني صورة البايب وواقعه بقت حاجة واحدة في دماغه.. لكن هيجي يقرأ اللي مكتوب “ده مش بايب” ويقول “إيه العبط ده؟ بس ده بايب أهو” فهيحصله تربنة لحد ما يدرك إن الكلام بيلفت نظره للمشكلة في النظام الرمزي أو ربط الواقع بالصورة: وهو إن الصورة هتفضل صورة مهما بدت واقعية.
والفكرة بقى إن الناس اللي بيتهموا الفنانين بإن نظرتهم للواقع محدودة أو مشوهة غير مدركين إن عقلهم الواعي أو ذاكرتهم فنان صغير قاعد جواهم شغال full-time بيصورلهم الواقع على مزاجه وبرضه بطريقة محدودة ومختلفة.